جاء العيد يغني لحن الفرح و يعزف أوتار السعادة
يضفي على المكان ألواناً من المرح و ينشر الجمال و يعم الفرح
لكل من قصته و لكل منا ذكرياته
و يبقى العيد هو العيد
عيد الأضحى يحتفل به المسلمون بكل جزء في العالم
في كل دولة كل قارة
و لكل منا عادته و تقاليده التي يعبر بها عن فرحته بهذا العيد
سأخبركم عن بعض العادات في مدينتي الصغيرة في أرض وطني اليمن
و لكن بحكم غربتي فلم نحتفل بالعيد أو كما نحتفل به في الوطن و لكن نحاول إدخال الفرح و بهجة العيد لنرسم السعادة على وجة الأطفال و كل من حولنا
قبل العيد
****************
بداية قبل يوم العيد بيوم و قبل أن يحل يوم عرفة تبدأ النساء باستقبال العيد بالحناء للبنات و النساء
و في الغالب تجتمع كل النساء و بنات الأسرة الواحدة في البيت الكبير و يتشاركن وضع الحناء و السهر على رائحة البخور و قطر الحنا ..
بعد الحناء يقمن بصنع الكعك بالتمر أو بالسمسم و الغريبات قديماً أو البيتي فور في هذه الأيام الذي حل محل الغريبات
في بيتنا يكون هذا أحد اعمالي و لكن لانني كنت مرهقة فلم أقم بذلك فقامت أختي بعمل الحلويات
البسيمة :
الكنافا :
كرات جوز الهند :
بعد تحضير الحلوى في ليلة العيد يقوم رب الأسرة في صرف مبلغ من النقود لعملات معدنية حتى يوزعها على الاطفال الغير أقارب الذين يأتون للزيارة يوم العيد ..
في الليل ترتب النساء المجلس لاستقبال الضيوف و لا يتبقى غير وضع البخور في اليوم التالي
*****************************
يوم العيد
*********************
يبدأ العيد مع آذان الفجر و ربما قبل حيث يظل الأطفال فرحون ينتظرون حلول العيد و هو اليوم الوحيد الذي يستيقظون فيه دون تعب
و قد ناموا و ملابسهم الجديدة بجوارهم
يذهب الرجال للصلاة في المسجد و تقوم النساء بعد تأدية الصلاة بترتيب البيت و وضع البخور في مجلس الضيوف
و تحضير الشراب و هما أن يكون الفيمتو أو التانج بنكهة البرتقال لا أعرف سر البرتقال و لكن هذا ما تعودت عليه منذ صغري :
بعد صلاة الفجر يعود الرجال ليغتسلوا و يلبسوا الثياب و يتعطروا و معهم الأطفال من الذكور
و من ثم يذهبون لصلاة العيد في الجبانة و هو مكان واسع مثل الميدان يخصص لصلاة العيد يجتمع فيه أهل المدينة الصغيرة
و لم نتعود نحن النساء على الخروج لصلاة العيد ..
و أثناء ذلك الوقت تستكمل النساء تحضيرات العيد و تزيين الفتيات الصغيرات ليعشن العيد منذ الصباح قبل أن يصلوا لسن البلوغ
العيدية
***************
تظل النساء في البيوت لاستقبال الزوار صباحاً بعد صلاة العيد و يخرج الصغار من بنات و أولاد لزيارة الاهل و الأقارب و ربما الجيران و إن كانت المدينة صغيرة لفوا كل البيوت ..
و يحصل الصغار من أقاربهم على النقود كلاً حسب قربه و من زيارته للبيوت الأخرى بعض الشوكليت { هذه العادة بدأت تتلاشى الآن بعد كبر المدينة و دخول الأغراب } ..
وضعت الدراهم بدل الريالات عذراً لعدم وجودها معي :
و يظل الأولاد يلفون على البيوت حتى قرابة الـ 11 هذه العادة كانت في أيامنا و نحن صغار و لكن الوالدة لخوفها علينا بما أننا في غربة و نحضر العيد فقط كانت تمنعنا فقط نذهب لبيت الجد ..
و يحضر الرجال لزيارة أخواتهم و عماتهم و خالاتهم و كل من لها صلة رحم معهم
و يقدمون لها مبلغ من النقود كلاً حسب ظروفه و معيشته و إن كانت هي أفضل حالاً منه لا حرج في أن تعطيه هي
فلم يكن الناس بتلك الحساسية او الطمع كل ما يهمهم هو صلة الرحم و فرحة العيد
أمير العيد
*****************
و قد أخبرني والدي عن عيدهم بأنه كان يوجد رجل يلبس لبس حيوان و يسمى أمير العيد و يمارس هذه المهنة أسرة معينة يتوارثها أبنائه عبر الأجيال و يمر هذا الرجل على كل بيوت القرية أو المدينة التي يعيش فيها و منهم من يحضر له الكعك و منهم النقود و منهم الشوكليت و أطفال القرية يلفون معه و هو يقوم بترديد أناشيد العيد ..
و هناك بعض المناطق في اليمن تمر فرقة على كل البيوت ترقص رقصة البرع اليمنية المعروفة و التي يرقصونها على الطبل فقط
و الطبل المغلف بجلد الماعز و يضرب بعصاتين رفيعتين ..
و يكون الرقص بالقفز بالهواء بصورة فنية رائعة و بأيديهم الجنابي
الضيافة و الذبح
******************
يدخل الضيوف للمجلس و لا يجلسون سوى دقائق معدودة فلديهم الكثير من الزيارات
يقدم لهم الكعك و الشراب
يخرجون سريعاً و ربما البعض لا يكمل شرب العصير فقد كانت الزيارات كثيرة و الواجب واجب
بعد أن تنتهي الزيارات يقومون بنحر الأضحية و إذا كانوا قد بكروا في الذبح يجلس احدهم عند الأضحية و يذهب البقية للزيارة و عندما ينتهي من الأضحية يقوم بزيارة أرحامه ..
ربما يتأخر البعض في الأضحية لليوم الثاني أو الثالث
بعد التنظيف و كل ذلك حان وقت الغداء
يقوم رب الأسرة الكبير بعمل وليمة يجمع فيها جميع أفراد أسرته من أبناء و أحفاد
عيد النساء
*****************
بعد الغداء يبدأ العيد عند النساء فيلبسن أجمل ما لديهن و يظهرن بأبهى حلة
و طبعاً الرجال يتوجهون لمجالس القات فلا تجدين أي رجل يمر بالشارع
تقوم النساء بزيارة الأهل و الأصحاب خصوصاً النساء الاتي لا يستطعن الخروج من عجائز
و في الأخير يتم الأستقرار ببيت الوالد أو البيت الكبير تجتمع كل نساء العائلة و أطفالهن
{ يالله كانت ذكريات جميلة و كانت تقام معارك كبيرة و فرق حربية خصوصاً إذا كان الجد متزوج من عدة نساء }
طبعاً ضيافة النساء كانت تعتمد بشكل أساسي لجانب الحلوى على الفوشار { يسمى لدينا بالساكت ما أعرف ليه ساكت رغم إنه مزعج } ..
و العصير سواء شراب التانج أو الفيمتو :
و بعد كل هذا لا يستغنوا عن الشاي العدني أو القهوة بالحليب فهو شيء أساسي :
كل هذا و رائحة البخور تملئ الماكن فلبخور العيد رائحة نادرة و مميزة تمتزج مع السعادة
بعد صلاة المغرب يعود الجميع للبيت و قد انهكه التعب و لكن كان يوماً سعيداً مليء بالمرح و المسامحة
حتى الأعداء في هذا اليوم يبتسمون لبعض يتصافحون
********************
العيد في الغربة
********************
و عيدنا بالغربة عادي و ربما أقل من عادي نستيقظ صباحاً نقوم بكل تلك المراسم و العادات و لكن ينقصنا زيارة الأهل و صلة الرحم التي تكون فقط عبر رسائل الجوال ..
ينقصنا التجمع و مشاركة الفرح و هذا هو العيد ..
ينقصنا أناس غابوا عن الساحة و لكنهم لم يغيبوا عن الذاكرة فذكراهم تظل و تتجدد بكل عيد
أحباب افتقدناهم فهم العيد لنا و أصبحنا نملك صور من الذاكرة و رائحة من الماضي
بعد أن نقوم بالمعايدة لكل من في البيت نجتمع في المجلس ندردش و نتذكر عيد الوطن و كل من فقدناهم
لا أعلم و لكني اكتب لكم و الدموع تنهمر من عيني في هذه الفقرة هي ذكريات الفرح و صفحات من السعادة نقلبها و لكن تدمع العين لعدم وجودها مرة أخرى في حياتنا
يخرج الاطفال للنزهة قليلاً مع الرجال حتى يشعرون بنكهة العيد
و بعد الغداء نقوم برحلة جماعية نأخذ معنا كل ما نحتاجة من اكل و شرب
سواء تكون الزيارة لحديقة خضراء :
أو لرحلة بحرية على شاطئ أحد البحار :
أو رحلة جميلة عبر شوارع دبي و مشاهدة جمال العمران :
إلى هنا إنتهى العيد لدي و جدتم الفرق بين العيد في الوطن و الغربة
كيف كان يوم العيد قصيراً في الغربة و طويلاً في اليمن
كان في الوطن بمشاركة الكثير من الأحباب و في الغربة أسرة محدودة ..
كل عام و أنتم بالف خير















ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق