الأحد، 25 مارس 2012

في اتحادنا قوة { قصة قصيرة }


 في اتحادنا قوة

****************

كانت هناك أسرة سعيدة و كانت معروفة بقوتها و عدلها و كانت معروفة أيضاً بحسن الجوار و مساعدة جيرانها ..

كانت هذه الأسرة مكونة من أم حنونه لها 22 من الأولاد إلى جوار 44 من أبناء زوجها تعتبرهم مثل أبنائها و أب قوي يعدل بين أبناءه و لا يفرق بينهم ..

كان الكل يهاب قوتهم و كان هناك أعداء لهم يحقدون عليهم و يتمنون أن تذهب قوتهم و يصبحوا ذليلون منكسرون كل هذا حسد من داخل أنفسهم ..

و كان أعداءهم كثيرون و متفرقون و لكنهم كانوا يتحدون إذا صادف ذكر هذه الأسرة القوية ..




و ذات يوم طلب الأبناء من أمهم أن يذهبوا برحلة برية , فوافقت الأم على أن تسأل الوالد , و لكن الوالد قال لهم أن يصبروا حتى ينتهي من عمله و يأتي معهم و لكنهم كانوا مستعجلين و لم يستطيعوا الصبر ..

فوافق الأب و حذرهم بأن لا يتفرقوا و يظلوا مع بعضهم البعض و إذا هاجمهم أحد فليهجموا جميعهم هجمة رجل واحد ..

و نبه الأم و أخبرها أن هذه هي مسؤليتها و عليها أن تعتني بهم طوال الرحلة ..


ذهبت الأم بصحبة أبناءها إلى الرحلة بعد أن جهزت كل شيء من معدات و موؤن ..

جلس الأبناء بعد أن نصبوا الخيام و أشعلوا النار للتدفئة يتسامرون و يضحكون ..

علم أعدائهم بأنهم خرجوا دون أبيهم و هنا أتت لهم الفرصة , و قاموا يراقبون الأسرة من بعيد حتى ينتهزوا أكبر فرصة ..

قام أحد الأبناء و قال إنه يريد أن يتمشى قليلاً , رفضت الأم في البداية و لكنه أصر , و تحت إصراره سمحت له الأم و حذرته إذا تعرض للخطر عليه أن ينبههم , و يستنجد بإخوته , هز الولد رأسه موافقاً ..



ما أن رأى الأعداء الولد وحيداً حتى هجموا عليه و أخذه أحد الأعداء , و قاموا برسم مخطط لتقسيم الأبناء عليهم , و هكذا كل ما قام ولد إختطفوه , حتى ضاع جميع الأولاد ..

إستغل الأعداء ذكاء الأبناء و علمهم في سبيل مصلحتهم فكان الأولاد يزرعون و يصنعون و هم يحصدون و يعودوا ليبيعوهم حصادهم و تعبهم بحجة أنهم من خطط و راقب ..

جلست الأم وحيدة تندب حظها و تخاف أن تعود للأب بعد أن ضاع جميع الأبناء ..

علم الأب بما حصل لأبناءه فمرض مرضاً شديداً و لم يستطع أن يعيد أبناءه فقد كانوا هم قوته و عليهم أن يعيدوا المجد بأنفسهم ..

ظلت الأم تهيم بالبرية تنادي بأسماء أبناءها لعل أحد منهم سيجيبها ..




قام الأعداء ببث السم في عقول الأبناء و كانوا يفرقون بينهم ..

كان كل واحد منهم يزرع الأفكار و السموم بطريقته لكل ولد إستولى عليه ..

كانوا يقولون للـ 22 :

= ماذا هناك لماذا تعيشون في بيت واحد مع 44 آخرون لو أنكم وحدكم لكنتم أكثر غنى و سعادة يجب أن تعيشوا معوالدتكم فقط لقد قسمت حنانها و وقتها لكم جميعاً و هي بهذا قد قصرت معكم ..

و كانوا يقولون للـ 44 :

= ما بالكم تركتم أمهاتكم محوتم هويتكم يجب أن يطالب كلاً منكم بوالدته الحقيقية فهي الأصل و يجب أن يعيد كلاً منكم مجده عبر العودة لوالدته .. يجب أن يتحدث لغة والدته ..

تفرق كلاً منهم و كلاً منهم عاد لأمه لعله يعيد أمجاد كاذبة ..




أما الـ 22 لم يجدوا أمهم لقد فقدت عقلها و هي تهيم بالبراري تبحث عنهم لعل و عسى ..

ظل الـ 22 يكتبون القصائد و الأشعار في والدتهم و و الدهم و لم يكن بيدهم شيء بعد أن تفرقوا ..

كانوا يسجلون تاريخهم القديم و كيف كانوا و ظلوا يتغنون به ..


زاد الأعداء من سمومهم و فرقوا الـ 22 عن بعضهم و قالوا :

= لهم يجب أن يكون لكل منكم منهجٌ و لغةٌ خاصة به لكي يبني مجده الخاص ..

يجب أن يكون كلاً منكم له أسرة خاصة به ..


تفرق الأولاد حتى عندما كانوا يلتقون بالصدفة كانت كلمات بعضهم لا تفهم الكل تكلم بلهجته و سبيله ..



كل ولد عاش وحيداً و كون له أسرة و أولاد حتى هرموا ..

و في لحظة من لحظات دمارهم الكثيرة كان الأبناء يتعاركون كل ولد من الـ 22 أبناءه يتعاركون أمام عينيه و هو لا يعرف كيف يتصرف كيف يجد سبيلاً لوقف الضرب حتى كاد الأخ يقتل أخوه و يسرقه و يخون و يغدر و يفعل به أي شيء .. الكل كانت مصلحته هي الأهم ..


هنا تجمع الـ 22 ليجدوا حلاً يعيد أبناءهم لصوابهم و يعيدهم لأبيهم السيد الكبير و يعيد عقل والدتهم ..

كانوا عند كل إجتماع الكل يرمي بالمسؤلية على أخيه فلم يتفقوا على حل واحد و لا على كلمة واحدة ..

الكل كان يتذكر أمجادهم القديمة عندما كانوا متحديين و عندما كان الكل يهابهم و الآن أصبحوا لا حول لهم و لا قوة ..

مرت السنيين و الأمور تسوء أكثر , حتى جاء يوم من الأيام , قام أحدهم و تكلم بصوت أبيه و قانون أبيه و شريعة أبيه و بلغة الأم هنا الكل أنصت فلم يستطع أحد أن يعارض لم يستطع أحد أن يتكلم ..

الكل وافق على كل القرارات الكل وافق و توحد الأخوة الـ22 بعد أن جمعوا أبناءهم ..





كانت إحدى القرارات و التي سوف تعيد عقل والدتهم هي أن يبحثوا عن إخوانهم الـ 44 و بالفعل وجدوا إخوانهم بانتظارهم و كأنهم كانوا ينتظرون صحوتم منذ زمن ..

تجمع الأخوة و ذهبوا إلى والدتهم و ما أن رأتهم مجتمعين تعلوهم القوة و الشموخ حتى عاد لها عقلها و حضنتهم جميعاً و قالت :

= كلكم أبنائي فلم أفرق بينكم و لم أقصر بإتجاه أحد منكم كلكم قرة عيني و تاج رأسي ..

عادوا جميعهم إلى حيث ينتظرهم الأب و الذي كان على فراش المرض و ما أن وجدهم عادوا إليه حتى عاد إليه شبابه و قوته و مجده ..

تجمعت الأسرة من جديد و عاشوا أفضل من ذي قبل و هابهم الأعداء من جديد و ظل الأعداء من بعيد يترقبوا الفرص من جديد ..

و لكن هيهات هيهات فلا ضعف و لا تفرق بعد اليوم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق