التضحية ذهبت أدراج الرياح
مريم فتاة من أسرة متوسطة , والدها مزارع بسيط . والدتها ربة منزل طيبة , لديها خمسة أخوة من البنين و أختين كانت هي أكبر اخوتها ..كانت تأخذ لوالدها الطعام كل يوم عند الصباح ووقت الظهيرة , يعود الوالد كل مساء لتجتمع الأسرة على العشاء والكل مسرور ..وذات يوم لم يكن يتوقعه أحد عاد الأب من المزرعة مبكراً , طلب من أفراد أسرته أن لا يزعجوه لانه متعب و يحتاج للنوم ..مرت ساعات و لم يستيقظ الأب ذهبت الأم لتطمئن عليه , ولكن تفاجأت بأن زوجها لا يحرك ساكناً !!!!!مات الأب تاركاً وراءه أولاد لا أحد يعيلهم , ووجدت الأم نفسها تذهب للمزرعة , لكي تستطيع أن تعيل أسرتها ..وبما أن الاولاد يكبرون و تزداد مطالبهم و حاجاتهم , لذلك تركت مريم الدراسة لكي تساعد والدتها , في العناية بأخوتها بما أن الأم مشغولة بالمزرعة ..مرت السنين و زادت مطالب الأبناء قررت مريم وهي بنت الثامنة عشر بالعمل بتجارة القماش لكي تزيد من دخل البيت , و قد نجحت و أصبحت تاجرة مشهورة ..وقعت أم مريم فريسة المرض و زادت المهمة صعوبة على مريم .. و رفضت كل من تقدم لها للزواج لأنها لا تستطيع ترك أسرتها و هي بحاجتها ..وضعت مريم على المزرعة أجير يعمل بها , وهي أكملت عملها بالتجارة , و رعت أخوتها و تخرجوا من أفضل المدارس و الجامعات , و قامت بتزويجهم ..مر بمريم العمر و لكنها مازالت تعتني بأسرتها أمها المريضة هي من كان يقوم بخدمتها , أخواتها المتزوجات هي من كان يزورهن و تحل مشاكلهن , أخوتها من احتاج لها وجدها بجواره .. ماتت الأم وظلت مريم وحيدة في المنزل بعد أن أنشغل أخوتها بحياتهم و تركوها حتى لم يسألوا عليها و لم يتصدقوا عليها حتى بزيارة ..أنتقل لمريم مرض وراثي و ظلت طريحة الفراش جاء بعض أخوتها لزيارتها فقط و اعتذر آخرون لمشاغلهم ..لم يساعد مريم سوى بعض الجيران الذين كانوا يحترمونها و يعرفون قصتها , فكانوا يزورونها و يحضرون لها الطعام ..أما أخوتها الذين ضحت من أجلهم فتركوها ولم يساعدوها , أو يتذكروا لها أي معروف ..قوبل معروف مريم بالنكران ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق