الثلاثاء، 27 مارس 2012

أنا و جدتي






أنا و جدتي 
*********************




سبحان الله ما أجمل الصباح عند سماعك لزقزقة العصافير و رؤية شمس ساطعة تداعب وجهك , و رائحة الريحان الجميل الذي تزرعة جدتي رائع جداَ ما أجمل تلك الأيام في هذه القرية الرائعة ليست وطني و لكني عشت فيها معظم حياتي ..



= توقف أيها السائق لقد وصلنا , هيا يا هزار و ريهام هيا يا حبيباتي سأريكم البيت الذي ترعرت فيه والدتكم ..


********************






= نـــــــــــــــــــــــــــــــــــد ى 


يا ألاهي هذا صوت جدتي تناديني حان وقت الإفطار ..




= نعم سأتي .


= كم أنتي كسولة ساعة حتى تُجيبي ندائي .


= أعتذر يا جدتي و لكن بالأمس سهرت كثيراً و أنا أذاكر دروسي .


= حسناً يجب عليكي أن تتغذي جيداً لأن المذاكرة تحتاج لصحة قبل التركيز ..


= حسناً يا أغلى إنسان ..




أنا الآن في آواخر المرحلة الثانوية اتمنى أن أكون من المتفوقات إني أحلم أن أكون طبيبة , هل سيتحقق حلمي أم سيذهب أدراج الرياح !!


و لكن جدتي بجواري و هي تشجعني ..




زميلاتي في المدرسة يحسدنني عليها يقلن أن أمهاتهن لا يدللنهن كما تفعل جدتي أنا ألبس أفخم الملابس و كل طلباتي مجابة ..


و هناك من يصفني بالغرور !!! و لكني لست مغرورة و لكن هو الصمت نعم أحس أنني شخص على هامش المجتمع بما أن أمي و أبي تركاني فكيف بي أثق بمجتمع لا يمت لي بصلة ..


نعم أمي و أبي إفترقا عندما كان عمري ثلاث سنين تركاني بعد أن اختار كل منهم طريقة و بدأ حياته من جديد كل منهم لديه عائلة ألا أنا بقيت مع جدتي ..




لا يعرفن أن شعور النقص الذي يراودني يؤلمني و يجعلني حزينة دائماً ربما من هنا أخذ علىّ صفة الغرور ..


هل يا ترى أنا محظوظة لوجود أرق مخلوق بجواري أم أنا سيئة الحظ لأن والديّ تركاني !!! 



*************

مرض الجدة 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



في يوم ما و بينما كنت أراجع بعض دروسي في غرفتني إنتابني شيء غريب !!


شعور بأن شيء حصل !!


ذهبت لأتأكد من جدتي ..


= يا إلاهي جدتي ما بكِ ..


لماذا لا تردين علي , سأتصل بخالي ربما يحضر الطبيب و يأتي ..


ـــــــــــــــــــ


= ماذا هناك لماذا لم تخبرينا أول ما وقعت ..


= لا أعرف شيء كنت أظنها نائمة فهذا موعد نومها ..


= أنتي مهملة لقد ربتك و تحبك أكثر من أبنائنا و أنتي كأنك غير موجودة ..


= أسفة يا خالي , و لكن أخبرني ماذا قال الطبيب ؟!!


= إرتفاع السكري و الضغط لديها سبب لها أزمة قلبية ..


= يا إلاهي ما العمل ؟!!


= لا عليكي سيعطيها الطبيب بعض الأدوية الإضافية و عليكي أن تهتمي بها ..


= حسناً لن أتركها بعد اليوم سأنام معها بنفس الغرفة ..




**********************



بعد مرض جدتي نقلت سريري و أدوادتي و كتبي لنفس الغرفة التي تنام بها الجدة ..



تحسنت جدتي و لكن خوفها من أن تتركني وحيدة زاد و في نفس الوقت تخاف أن أتزوج و أذهب بعيداً عنها و أتركها و حيدة ..



منذ كنت طفلة و جدتي تقول كل مجوهراتي سأعطيها لندى فهي التي تعيش معي و تؤنس وحدتي أما البقية فقد تركوني وحيدة ..



يا إلاهي كم تحبني تراني أستطيع أن أرد لها الجميل إنها إنسانة رائعة ..



طبعاً الخال و لطمعه بالمجوهرات فكر بأن يزوجني لإبنه .. 


ظل الخال يتردد على جدتي و يؤثر عليها بالحديث , طبعاً الجدة المسكينة و لخوفها علي أكثر شيء وافقت و لكن شرطت أن اوافق أولاً .. 


= ما رأيك يا إبنتي إبن خالك يرغب بكِ زوجة , و هذا شيء رائع بأن تتزوجي و تظلي بجواري و أيضاً أطمأن عليكي قبل أن أموت ..


= لا تتكلمي عن الموت يا جدتي الغالية فلن أتركك أبداً ما حييت , و لا أفكر بالزواج ..


= يا إبنتي مصير كل فتاة هو الزواج !!


= أعلم أيتها الغالية و لكن ليس الآن ..


= متى إذاً ؟!! حتى أموت !!


بكيت و حضنتها و أخبرتها و دموعي تنهمر :


= أريد ان أصبح طبيبة أرجوكِ يا جدتي ..


و بما أن جدتي ضعيفة أمام دموعي فقد وافقتني الرأي ..


و لكن خالي و إبنه لم يتركاني و شأني كل هذا من أجل المجوهرات و جدتي تعلم و لكن هو ابنها و تدعو له بالهداية ..




***************

عودة الغائب 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







مرت الأيام و تفوقت بدراستي رغم صعوبة الظروف من حولي جدتي مريضة و إبن خالي يطلق رصاصات إشاعاته الطائشة نحوي يا إلاهي ماذا أفعل ؟!! 


لقد أصبحت إنطوائية أكثر بسبب كلامه عني لقد أصبح الجميع ينظر لي بعين الخطيئة ..


جدتي مرضها يزيد و لا أستطيع أن احدثها بما يفعله إبن خالي ..


و فجأه و من دون مقدمات جاء والدي !! نعم جاء والدي ..


كم هو شعور جميل أن أرى والدي الذي لا أكاد أتذكر ملامحه ..


نعم وقف أمامي ركضت نحوه إحتضنته دون أن أعاتبه دون أن أسأله لماذا تركني عشت يتيمة رغم أن لي أب , أب يعيش على الأرض و ليس في الخيال ..


= كيف حالك يا إبنتي ؟!! سامحيني لأني تركتك كل هذه السنين فظروفي كانت أقوى مني ..


( أية ظروف تمنع والد من الإعتناء بإبنته , و لكن كانت إجابتي عكس عقلي الباطني و لكنها كانت من قلبي لفرحتي برؤيته ) 


= لا عليك يا والدي المهم إنني رأيتك ..


نظر والدي باتجاه جدتي و التي كانت تحضر حديثنا و هي غاضبة من أبي ..


= كيف حالك يا أم قاسم لست أدري كيف أشكرك لما فعلتيه من أجل ندى ..


= تشكرني على ماذا إنها إبنتي و قطعة مني ..


= أسف و لكن لا أعرف كيف أبدأ معكِ الموضوع !!


= أي موضوع لقد جعلتني أقلق !!


= لقد جئت كي آخذ ندى معي فهي الآن كبرت و ليس من الصحيح أن تعيش في بيت غير بيت والدها ..




( صرخت جدتي بوجه والدي حتى خفت عليها أن تقع و لكني وجدتها صلبة قوية تدافع عني ) .. 


= منذ متى و أنت تهتم بإبنتك ؟!! أين كنت عندما كانت صغيرة ؟ أين كنت عندما مرضت و جاعت و عاشت ليالي الحرمان و اليتم أين كنت ؟!!


وقفت جدتي شامخة و قالت :


= الرأي الأول و الاخير لندى فلن أقف أمام سعادتها و إن كانت ترغب بالمجيء معك فلتذهب ..


توقفت الكلمات و تجمدت الدموع في عيني , و بعد برهة قصيرة نطقت :


= سأفكر يا أبي إعطني مهلة ..


كانت هذه الكلمات كافية لتعلن عن إنتصار أبي ضد جدتي فلم تكن متوقعة مني أن أرد بهذا الشكل كانت واثقة أنني سوف أرفض و بشدة ..


و من تأثير كلماتي و قعت الجدة فقد اعتبرت كلماتي موافقة مبدئية ..


طلبنا الطبيب للجدة و كنت بجوارها لم أفارقها كنت أبكي بجوارها حتى أفاقت ..


فتحت عينيها وضعت يدها على رأسي و قالت :


= كما تشائين أنا أعرفك أكثر من والدك و قد قرأتُ موافقتكِ من عينيكِ ..




سالت دموعي كنهر جاري و لم أستطع ان أرفع عيني لارى وجهها الجميل الذي طالما استمديت منه كل انواع الحنان و الحب ..


قلت لها :


= يا جدتي أريد أب يقف بجواري أريد أن أهرب من خالي و ولده .. 


لقد عشت طول عمري محرومة من كلمة أبي فلا تحرميني منها و أنتي كل شيء يا جدتي و لن أنساكِ و سآتي لأزورك كل حين ..




********************************

السراب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ



ذهبت مع أبي تركت الجدة وحيدة و هي من وقفت معي عندما كنت وحيدة ..
ذهبت لبيت والدي على أمل حياة سعيدة مرفوعة الرأس , ذهبت لكي أعوض حرمان السنين و برد الليالي ..
و لكن ما أن وصلت و بعد أيام قليلة حتى فاجئني أبي بأنه سوف يزوجني بإبن عمي يا إلاهي أهذا ما كنت أطمح له أهذا ما جئت لأجله ..
لقد خدعني والدي لا بل أنا من توهم أنا من لحق سراب و خاب ظنه ..
حاولت أن أرفض و أبدي لأبي رغبتي بإكمال دراستي الجامعية و إني أريد أن أصبح طبيبة كما كانت جدتي تحلم ..
لكن دون فائدة صرخ بوجهي و قال :
= ماذا أتظنين أنك في بيت جدتك لقد دللتك هذه العجوز كثيراً ..
= لا تقل عنها عجوز إنها أغلى ......

و قبل أن أكمل كلامي جائتني صفعة أيقضتني من حلم عشته أو من قصة رسمت سيناريو جميل لها عنوانها عودة الأب ..
تزوجت رغماً عني كنت حزينة جداً لأن جدتي كانت تحلم بهذا اليوم كثيراً تحلم أن تراني بفستاني الأبيض و كانت تقول :
= سألبسك الطرحة و أضع لكِ مكياجك بنفسي و أسرح لكي شعرك الجميل هذا ..
كنت أضحك كثيراً و أقول لها لن أتزوج إلا في يوم واحد معك يا جدتي ..
تركض ورائي بعصاها و تقول تأدبي يا فتاة أنا لن أتزوج رجلاً بعد جدكِ فلن أجد رجلاً مثله أبدأً ..
ياه كم كانت تحبه كثيراً لماذا أمي لم تحب والدي مثل جدتي فما أن افترقا حتى تزوجت بغيره بعد إنتهاء العدة , لو كانت مثل جدتي لما افترقنا لما عشت ألم اليتم ..




*************************

الزفاف 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ






بينما أنا في زفة جميلة و الكل من حولي سعيد هناك الزغاريد و الفرح ... و الأطفال يركضون هنا و هناك جاءت زوجة أبي و قالت لي :


= تعالي أريد أن أحدثكِ بموضوع مهم :


= ماذا هناك ؟ أراكِ مشوشة !! 


= جدتكِ !!


= ماذا بها ؟!!


= أسفه و لكن جاءنا خبر وفاتها منذ قليل ..



،،،،،،،،،،،،،,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



= أمي أمي ..


= نعم يا هزار ماذا هناك ؟ 


= لماذا تقفين أمام هذا البيت لماذا لا تدقين الجرس ؟ 


= إنه مغلق يا عزيزتي ألا ترين القفل عليه منذ أن ماتت جدتي و هو مغلق ..


= و لماذا تأتين إلى هنا يا أمي دائماً ؟


= حتى أتذكر ذنبي .. عندما تركتها وحيدة حتى أتحدث مع باب جدتي فهو االوحيد الذي مازال يبكي مثلي على فراقها ..


نعم أنا أراه الآن و أبكي معه ..


نعم أتذكر أيها الباب عندما كنت أسندها لكي لا تقع عندما كانت مريضة فكانت ترد علي :


= أتركيني فأنا ثقيلة و ربما تتألمين إذا أسندت نفسي عليكي ..



نعم كانت سندي و لم أكن سندها ..




هذه هي قصتي مع جدتي و ها أنا أتحمل كل أخطاء زوجي كي لا تتكرر قصتي مع إبنتيّ ..



**********************


إنتهت القصة أتمنى 
أن تنال إعجابكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق