يالا عناد الأطفال يعاندون و يصرون على رأيهم و موقفهم حتى في المستحيل
*****************************
بدأت رقية يومها كالعادة بإعداد الفطور و مساعدة زوجها بالإستعداد حتى يذهب إلى عمله ..
و ما أن إنتهت حتى ذهبت لكي توقظ إبنتها ذات الربيع الخامس كي تتناول فطورها ..
دخلت رقية الغرفة و هي تنادي :
= هيا أيتها الشقية إستيقظي لتري شروق الشمس الجميل و تسمعين صوت العصاقير المغردة لقد إستيقظت قبلكِ ..
إقتربت رقية من طفلتها طبعت قبلة على جبينها لتفاجأ بارتفاع حرارة الصغيرة ..
إيقظت إبنتها بصعوبة و غيرت ملابسها حتى تذهب بها إلى الطبيب ..
وصلت رقية إلى أقرب مركز طبي , و هناك عند الطبيب أعطى الطفلة بعض الفيتامينات و الحقن .
و يجب عليها أن تستخدم حقنة اليوم قبل أن تعود إلى المنزل .. نظرت الفتاة إلى الحقنة و بدأت تخاف و تحاول الهرب أمسكت بها والدتها , و بدأ الصياح و النحيب من قبل الفتاة حتى فقدت والدتها السيطرة عليها و ساعدتها الممرضة بإمساكها و إعطاءها الحقنة وسط الثورة التي قامت بها الفتاة ..
ظنت رقية أنها إنتهت من المشكلة و سوف تعود للمنزل مرتاحة , و لكن الفتاة لم تتوقف عن البكاء و إذراف الدموع ..
عادت إلى المنزل و هي تحاول إسكات إبنتها بكل الوسائل و لكن دون فائدة ..
= حبيبتي يا نور عيني ماذا هناك لقد أخذتي الحقنة و انتهى الأمر .
= لماذا جعلتيهم يعطوني تلك الحقنة ؟!!!
= حسناً اعدك في المرة القادمة لن أسمح لهم ..
= لا لا لماذا سمحتي لهم !!!!!!!!!
= أرجوكِ يا عزيزتي أسكتي لقد أعطوكي الحقنة و انتهى الأمر ..
أريني الآن موضع الحقنة حتى أضع عليه الثلج و سوف يذهب الألم بدون رجعة ..
= لن أريكي .. لماذا سمحتي لهم بإعطائي الحقنة ؟!!!
فاض برقية و ظهر الغضب عليها و صاحت في إبنتها :
= توقفي عن الصياح و إلا ...............
= لا لن اتوقف لماذا سمحتي لهم بإعطائي الحقنة ؟!!!
ذهبت رقية لإعداد الطعام قبل أن يأتي زوجها من العمل و إبنتها وراءها من مكان إلى آخر تبحث عن إجابة لسؤالها ..
و بعد أن تعبت الفتاة إستلقت على الأريكة و نامت من كثرة البكاء و النحيب ..
حملت رقية إبنتها لتضعها في فراشها بعد أن أخذت قرص مسكن لألم الرأس بعد أن دارت بها الدنيا من صياح ابنتها ..
و بعد أن إستخدمت معها القوة و الهدوء و الوعد و غيرها من الوسائل دون فائدة ..
************************
العناد هو صفة تدمر حياتنا و المصيبة هو عناد القدر نعانده رغم حصوله و وقعوه رغم أنه من أركان الإيمان ( الإيمان بالقدر خيره و شره ) ..
نتصرف في بعض الأوقات كالأطفال نعاند القدر و نأتي بكلمات ( لو .. يا ليت .. أنت السبب .. و غيرها ) لولا العناد في كثير من المواقف لما تأزم الوضع ..
أتمنى لكم السعادة و التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق