أدعوا الله من قلب صادق أن يذهب عن يمني البلاء و تعود السعيدة لحضارتها و قوتها
و اتمنى أن نجد صدى لمثل هذه الترميمات :
فهم ما زالوا يتمسكون ببعض العادات و التقاليد الأصيلة ..
ربما تجد الإزدحام في باب اليمن و في أسواق صنعاء و لكن عند دخولك للمدينة تجد الهدوء و الراحة ..
تقع صنعاء في هضبة وسط جبال اليمن الشاهقة، ويبلغ ارتفاعها نحو 2150 متراً فوق سطح البحر، تتميز بجو بديع في اعتداله، ورغم أن الشمس ساطعة عليها معظم أشهر السنة إلا أن درجة الحرارة فيها لا تزيد عن 30 درجة صيفا، ولا تقل عن درجتين تحت الصفر في شتاء. ويستمتع سكانها وزائروها في فصلي الربيع والصيف بالغيوم وقطرات المطر المنعشة.
ولما استتم " إبرهة " بنيان القليس كتب إلى " النجاشي " أنا قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمنة حتى أصرف إليها حج العرب ، فلما تحدث الناس بكتاب " إبرهة " الذي أرسله إلى " النجاشي " غضب رجل من بني " فقيم من عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر " ، فخرج حتى أتى القليس وقعد فيها يعني أحدث وأطلى صيطانها ثم خرج حتى لحق بأرضه ، فأخبر " إبرهة " فقال : من صنع هذا ؟ فقيل له : هذا فعل رجل من أهل البيت الذي يحج إليه العرب بمكة لما سمع قولك اصرف إليها حج العرب غضب فجأة فقعد فيها أي إنها ليست لذلك بأهل ، فغضب " إبرهة " وحلف ليسيرن حتى يهدمه وأمر الحبشة بالتجهيز فتهيأت وخرج ومعه الفيل فكانت قصة الفيل المذكورة في القرآن العظيم .
وتيجان الأعمدة وجذوعها مزينة على كل وجه بأزواج من أوراق الأقنشيات المتعارضة والمنمنمة مائلة الأقواس نصف الدائرية ، ومحيطة في الغالب بصليب ، وكانت جذوع الأعمدة إسطوانية الشكل مغطاة بتشبيك زهري من رسوم الكروم الملتوية وقد هدمت في بداية ( النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي ) في عام ( 753 ميلادية ) .كما وصفها السيد " صارم الدين بن إبراهيم الوزير " المتوفى سنة ( 924 ميلادية ) ، فقال ما خلاصته : " القليس كنيسة " إبرهة الحبشي " سميت بذلك لارتفاع بنائها ، وكان إبرهة قد حاول إذلال أهل اليمن وإخضاعهم فلما عزم على عمارة هذه الكنيسة أمرهم بنقل ما في قصر بلقيس من أحجار منقوشة بالذهب والفضة ورخام ، ثم جد في بنيان الكنيسة ، وجعلها مربعة وبناها بتلك الحجارة منقوشة لا تدخل الإبرة في أطيانها وجعلها ملونة : وأحجارها من الأخضر والأحمر والأبيض والأزرق والأسود وجعل دائرها مفصلاً على هذه الصنعة ثم فصل فوق الرخام بحجارة سوداء لها برق جلبها من جبل نقم المشرف على صنعاء ، وكان عرض الحائط ( ستة أذرع ) ، والمدخل منه إلى جوف الكنيسة طوله ( ثمانون ذراعاً ) وعرضه ( أربعون ذراعاً ) ، عوده من العاج المنقوش وفيه مسامير الذهب والفضة ، ثم يدخل من ذلك البيت إلى ديوان طوله ( أربعون ذراعاً ) عن يمينه وعن يساره عقود عاجية تتلألأ ككواكب الذهب والفضة ثم ذهب جدرانها وسقوفها ونصب فيها صلباناً من الذهب والفضة ومنابر من العاج وغيرها فصارت تلتهب التهاباً ، وجعل فيها قناديلاً من الذهب والفضة والبلور تطلى بأطيب الأذهان وجعل أبوابها من العاج المصفح بالذهب والفضة ، فلما هلك إبرهة ومزقت الحبشة كل ممزق أقفر ما حول هذه الكنيسة وكثرت حولها الحيات فلا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيئاً ، وكان الاعتقاد أن من هم بشيء من ذلك لأخذ شئ أصابه عمى ، ولم تزل هذه الكنيسة كذلك في زمن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وأيام بني أمية إلى زمن " أبي العباس " السفاح فذكر له أمرها فبعث " العباس " " بن الربيع " عاملاً له على اليمن فوصل معه أهل الحزم والجلادة ولم يلبث أن أمر بخرابها فخاف الناس .. ثم أن قوماً تقدموا فخربوها على وجل ورعب شديد فاجتمع منها مال عظيم حمل إلى السفاح ، وقد نزلت بالذين خربوها ضروب من الآلام من جنون وجذام فازداد الفاعلون تطيراً بذلك ثم عفا رسمها وانقطع خبرها .
أمَّا " ياقوت الحموي " فقال في وصفها : ( بأنها الكنيسة التي بناها " إبرهة بن الصباح الحبشي "، وقد كتب على بابها بخط المسند " بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه اسمك وأنا عبدك " وقد استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة وجشمهم فيها أنواعاً من السخر ، وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزع والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر " بلقيس " وكان من موضع هذه الكنيسة على فراسخ ، وكان فيها بقايا من آثار ملكهم فاستعان بذلك على ما أراده من بناء هذه الكنيسة وبهجتها وبهائها ، ونصب فيها صلباناً من الذهب والفضة ومنابر من العاج الآبنوس " وكان أراد أن يرفع في بنيانها حتى يشرف منها على عدن " وكان حكمه في الصانع إذا طلعت الشمس قبل أن يأخذ في عمله أن تقطع يده ، فنام رجل منهم ذات يوم حتى طلعت الشمس فجاءت أمه وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تتشفع لابنها فأبى إلا أن تقطع يده فقالت : اضرب بمعولك اليوم فاليوم لك وغداً لغيرك قال لها ويحك ما قلت ؟ قالت نعم ، كما صار هذا الملك إليك من غيرك سيصير منك إلى غيرك فأخذته موعظتها ، وعفا عن ولدها وعن الناس من العمل فيما بعد ، فلما هلك ومزقت الحبشة كل ممزق وأقفر ما حول هذه الكنيسة ، ولم يعمرها أحد كثرت حولها السباع والحيات ، وكان كل من أراد أن يأخذ منها أصابته الجن فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والآلات من الذهب والفضة ذات القيمة الوافرة والقناطير مـن المال لا يستطيع أحد أن يأخذ منه شيئاً إلى زمان أبي العباس السفاح فذكر له أمرها فبعث إليها خاله " الربيع بن زياد الحارثي " عامله على اليمن وأصحبه رجالاً من أهل الحزم والجلد حتى استخرج ما كان فيها من الآلات والأموال وخربها حتى عفا رسمها وانقطع خبرها .
و هذه فراشات محنطة معلقة بلوحة
وبالإضافة إلى اسم (مدينة سام)، فقد عرفت صنعاء في الجاهلية باسم "آزال" وهو اسم ورد في العهد القديم لأحد أبناء يقطن بن عار الذي يقال انه حفيد سام بن نوح. وحسب (الموسوعة اليمنية) فإن جذر الاسم (آزال) موجود في اللغة اليمنية القديمة بمعني القوة والمنعة.
أما اسم صنعاء نفسه فان أقدم ذكر له ورد في نقش يعود إلى منتصف القرن الأول الميلادي. ويقول بعض المؤرخين أن الأحباش الذين احتلوها في سنة 340م هم الذين أطلقوا عليها هذه الاسم، الذي يعني الحصن والمنعة. وفي المقابل رأي البعض أن اسم صنعاء يعود إلى اشتهار المدينة بجودة الصناعة. فيما قال آخرون أن الاسم يعود إلى اسم شخص هو صنعاء بن يقطن بن العبير وهو أيضا "حفيد سام بن نوح".
وتقسم ادوار المنزل بالداخل تقليديا ليقوم كل منها بوظيفة خاصة، فالدور الأرضي كان يستخدم سابقا لحفظ المواشي، أما الآن فهو يستخدم غالبا كمخزن للمؤن. أما الدور الأول ففيه غالبا (الديوان) وغرفة أو صالة المناسبات، فيما يخصص الدور الثالث للنساء والأطفال، تليه الأدوار المخصصة للرجال. وفي أعلي المبنى يقع (المفرج) وهو غرفة تخصص لمقيل الرجال وتعاطي القات، ويُحرص على أن تكون نوافذها عريضة واسعة ليستمتع الجالسون بمشاهدة الحقول والبساتين والمنظر من حولهم.
تلك الأسواق هي عبارة عن حوانيت ضيقة متراصة في الطوابق السفلى من مباني المدينة ومتقابلة في شوارع لا تمسح بسبب ضيقها إلا بمرور الراجلة أو الدواب، فهي وجدت قبل وجود السيارات بزمن طويل.
ورغم أن الكثير من السلع الحديثة مثل بعض الالكترونيات، وجدت حاليا مكانا لها في تلك الأسواق، إلا أن الغلبة هناك ظلت للسلع التقليدية من حلي، وخناجر، وأوان فخارية وصخرية، وبهارات، وأعشاب، ومشغولات يدوية وحلويات وغيرها. والسوق ليس محلا فقط لبيع تلك السلع، بل هو ورشة كبيرة للأعمال الحرفية التي تنتج الكثير من تلك السلع بأيادٍ ماهرة توارثت مهنتها أبا عن جد.
و هذه صورة لمنارة المسجد القديم بصنعاء القديمة
شامخة و لو أنها ليست واضحة و لكن مع السحاب أعجبني المنظر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق